الزلازل هي من أكثر الكوارث الطبيعية تدميرا و أثرها على المباني كارثي، بحيث يمكنها أن تتسبّب في تلف هياكل المباني أو حتى انهيارها كليا، مما يترتب عنه خسائر إنسانية و اقتصادية جسيمة. يمكن تفادي هذه الأضرار و التقليل من حدوثها بتطبيق تقنيات البناء المناسبة و التي تزيد من مقاومت البنايات لاهتزازات الأرض.
تأثّر الزلازل على المباني حسب عدّة مستويات:
نتيجة درجة التأثير تتراوح من أن تخلف أضرار ضئيلة إلى كارثية في المباني. بحيث تشمل الأضرار الضئيلة تشقّقات طفيفة في الجدران أو الأسقف، بينما قد تؤدّي الأضرار المتوسطة إلى أضرار جزئية في هيكل المبني، مثل اِلْتواء أو إزاحة الجدران أو الأعمدة، أمّا الأضرار الكارثية فهي الانهيار الكامل أو الجزئي للمبنى.
تعتمد أعمال إعادة تأهيل المباني المتضررة من الزلزال على دراسة درجة الأضرار. فبالنسبة للمباني ذات أضرار ضئيل إلى متوسط، فالتأهيل يتم بإصلاح الشقوق أو تقوية الهيكل بأنظمة دعم إضافية. أما في حالة الأضرار الكارثية، تحتاج المباني إلى الهدم و إعادة البناء بالكامل. يجب تنفيذ أعمال إعادة التأهيل من قبل متخصصين مؤهلين من ذوي الخبرة في هندسة البناء و الجيوتقنية لضمان قدرة المباني على تحمل قِوى الزلازل في المستقبل.
لتّمكّن من تخفيف تأثير الزلازل على المباني يجب الإعتماد على أساليب التصميم و البناء المُقاوِِمَة للزّلازل لضمان التوظيف الصحيح لمختلف مواد البناء مثل الخرسانة المسلحة ، والإطارات الفولاذية. أما في المناطق الشديدة الاهتزاز يمكن توظيف أنظمة عزل الأساس، و التي تسمح للبناء بالثبات رغم اهتزاز الأرض عند حدوث الزلزال. مما يقلّل من كمّية الطاقة المنقولة إلى هيكل البناء، و القوى المترتبة عنها.
نظرا للتكلفة الزائدة المترتّبة عن اعتماد تقنيان البناء المقاومة للزلازل، يجب على الحكومات أن تكون صارمة في مراقبة تطبيق قوانين و لوائح البناء لضمان تشييد المباني باستخدام التقنيات المناسبة. كما يمكنها تقديم حوافز لأصحاب العقارات لكي يقومو بتعديل المباني القائمة لجعلها أكثر مقاومة للزلازل. بما في ذلك الإعفاءات الضريبية أو المنح.