المرجع في الرابط: sciencedirect
تعريف المصطلحات الأساسية:
كينيا، وهي دولة متأثرة بشكل كبير بندرة المياه، تعتمد بشكل كبير على مصادر المياه الجوفية، والتي غالبا ما تكون مالحة أو ملوثة. ولمعالجة هذه المشكلة، أصبحت تحلية المياه عملية أساسية. ومع ذلك، فإن التخلص من المياه المالحة الناتجة عن تحلية المياه، وهو منتج ثانوي، يطرح تحدياته الخاصة. يعد التخلص الآمن منه مكلفًا وغير ممكن في كثير من الأحيان، مما يجعل إعادة استخدام المياه المالحة حلاً ضروريًا ومبتكرًا.
كينيا شبه قاحلة إلى حد كبير، حيث يتلقى 80٪ من البلاد فقط 25-50 سم من الأمطار سنويًا. وتؤدي قلة هطول الأمطار، إلى جانب ارتفاع معدلات استنزاف المياه الجوفية والتلوث، إلى تفاقم انعدام الأمن المائي. والوضع رهيب، مما يؤثر على الصحة والاقتصاد، حيث تشكل الزراعة كثيفة الاستهلاك للمياه ثلث اقتصاد كينيا.
تعتبر تحلية المياه من خلال التناضح العكسي (RO) حلاً واعداً لمعالجة ندرة المياه. ومع ذلك، فإن المحلول الملحي الذي يتم إنتاجه خلال هذه العملية، والذي يحتوي على نسبة عالية من الملوحة ومن المحتمل أن يحتوي على عناصر خطرة، يشكل تحديات بيئية واقتصادية إذا لم يتم التخلص منه بشكل صحيح.
ولمعالجة مسألة التخلص من المياه المالحة، تم تطوير إطار جديد لتعظيم نسبة الاسترداد (RRmax) لتحلية المياه، مما يسمح بإعادة الاستخدام الآمن للمحلول الملحي في التطبيقات الزراعية. ويهدف هذا الإطار إلى تحديد نسب الاسترداد المثلى لضمان أن يكون المحلول الملحي المنتج ذو جودة كافية لري المحاصيل وسقي الماشية.
وقد تم تحليل عينات المياه من مثلث مارا في كينيا وبيانات من الدراسات السابقة لقياس تركيزات الملوثات، وخاصة الملوحة والبورون، وهي العوامل الأكثر تقييدًا لإعادة الاستخدام الزراعي. وجدت الدراسة أن:
وتشير النتائج إلى أن إعادة استخدام المياه المالحة في الزراعة أمر قابل للتطبيق على نطاق واسع في كينيا، وخاصة في المناطق شبه القاحلة مثل مثلث مارا. ومن خلال تصميم استراتيجيات إعادة الاستخدام بما يتناسب مع الظروف المحلية ومتطلبات المحاصيل، يمكن للإطار أن يساعد في التخفيف من ندرة المياه مع ضمان الاستدامة البيئية.
يوفر الإطار المبتكر لتعظيم استخلاص المياه من التناضح العكسي حلاً مستدامًا لقضايا ندرة المياه في كينيا. ومن خلال إعادة استخدام المياه المالحة الناتجة عن تحلية المياه في الزراعة، تستطيع كينيا معالجة تحديات المياه والأمن الغذائي. ولا يؤدي هذا النهج إلى تعزيز استعادة المياه فحسب، بل يعزز أيضًا الاستخدام الآمن والمنتج للمحلول الملحي، مما يدعم استمرارية الزراعة على المدى الطويل في المناطق التي تعاني من نقص المياه.
يعد تعظيم نسبة الاسترداد وإعادة استخدام المياه المالحة في الزراعة خطوة مهمة إلى الأمام في إدارة موارد المياه بكفاءة وبشكل مستدام. ويتوافق هذا الحل مع أهداف كينيا لتحقيق الاستدامة المائية، ويساهم في التنمية الشاملة للبلاد وقدرتها على مواجهة تغير المناخ.