يَمُرّ إنْجاز المَشاريع البناء بِمَراحِل مُتَعَدِّدة، تَخْتَلف باخْتِلاف الاِخْتِصاصات و طَبِيعَة الأعْمال و المَوارِد، و عَامّتًا ما تُقَسّم إلى أرْبَعِ مَراحِل رَئِيسِيَة تَتَمَثّل في إنْجاز الأَساس ثُمّ بِناء الهَيْكَل ثُم تَثْبيت التّجْهيزات و تَنْتَهي بِمُباشرة التّشْغِيل.
تَحْديدُ مَراحِل الإنْجاز و التّخْطِيطِ لها يَتِمّ خِلال الدّراسَة التّفْصِيلِيَة للمَشْرُوع، و ذلِك اعْتِمادًا على دِراسَة مُخْتَلَف الأنْشِطَة و كَيْفِيَة تَرابُط بَعْضِها بِبَعْض لِتَحْقِيق الإنْجازات المَرْحَلِيَة التي تَضْمَنُ تَطَوُّرَ إِنْشَاءِ المَشْرُوع. كَمَا تَكْمُن الأهَمّيَة الفِعْلِيَة للدِّراسَة التّفْصِيلِيَة للمَشْروع في كَشْفِ كُلّ تَفَاصِيل إِنْجاز المَشْرُوع مِن خِلال وَصْف كُلّ المَوارِد و التّقْنِيات و وَضْعِ خُطّة العمل، و التي من خِلالِها يَتِمّ تَحْرير دِفْتَر الشّروط الخاص بالمَشْرُوع و الذي تَلْتَزِم بِه شركة إنْشاء المشروع.
تَنَوُّع مُنشآت و اخْتِلاَفُ الظّرُوف المُحِيطَة بِها تَحُدّ من وَصْف كُل العَوامِل المُؤَثّرَة في إنْجَازِها، فَرَغْمَ الدّراسَات المُفَصّلَة للإنْشاء و التّخْطيط المُسْبَق لِكُلّ المُتَطلّبات يَبْقَ من الضّروري إحْكام تَسْيِير إنْجَاز المَشْروع، و لا يَتِمّ ذلك إلاّ مِن خِلال تنظيم إِدارِي مُناسِبَة.
فَما هُو المَقْصُودُ من اِحْكَام التّسْيِير فِي إدارة المَشارِيع؟ و كَيْفَ يَتِمّ إدارته من أَجْل ضَمان نَجاحِه؟
التّسْيِيرُ المُحْكَم في مَجَال إدارة المَشارِيع هو التّحَكُّمُ في تَطَوّر الإنْجازات وِفْقَ ثَلاثة أبْعادْ: الجَوْدَة التّقْنِيَة و المدة الزمنية و التَكَالِيف. و هي المَعْيِير الأساسِيَة و العَامَّة لِتَقْيِيم مَدى نَجَاح إدارة المشْروع و ذَلِك بِمُقارَنَة الآداء بما تم التخطيط له.
فَمُرَاقَبَة الإنْجَازْ يَعْمَل باسْتِمْرار على تَحْدِيد الوَضْع الحالي لِلإنْجَازات و مُقارَنَتُها بالأَهْدافِ المَرْحَلِيَة و الشُّمُولِيَة التي يَجِبُ الوُصول إلَيْها، و عُمومًا ما تَكونُ هذه الأهْداف:
انْطِلَاقًا مِن هَذا الوَصْف يُمْكِنُنا فَهْمُ أَنّ أَسَاسُ إدارة إِنْجاز المَشَارِيع هو مَعْرِفَة أَيْنَ نَحْن ضِمْنَ خُطَّة العَمَل و أَيْنَ نُرِيدُ الوُصُول. لِتَبْسِيطِ هَذا التّحْلِيل يُمْكِنُنا أنْ نَسْتَعِينَ بِطَرْحِ الأسْئِلَة التَّالِيَة:
غَالِبًا ما تَكُون المَشَارِيعُ مُكَوَّنَة من مَشَارِيعَ فَرْعِيَة مُتَعَدِّدَة الِاخْتِصَاصَات و التي يَتِمّ إنْجَازُهَا عَبْرَ أَنْشِطَة عَمَلِيَة مُخْتَلِفَة. فَتَواجُدُ هَذَيْنِ المِحْوَرَيْن، التَخَصُّصِي و العَمَلِي، يُشَكِّل صُعُوبَة في التسيير المُحْكَم لِلْمَشْرُوع خَاصّتاً و أنه يَجِبُ أنْ يكُون مَرِنا و آمِنا في الوَقْتِ ذاتِهِ، فالرَقَابَة التي تَعْمَلُ (وَ بِدُونِ حَصْر ) على:
تمكننا من تُجَنِّب اتخاذ قرارات عَمْيَاء.
يجب على التنظيم أن يتناسب من كُلّ العَوَامِل الدَاخِلِيَة و الخَارِجِيَة المُؤَثِّرَة فِي المَشْرُوع، و مِن جِهَة أُخْرَى يجب أيضا اعْتِبَار تَطَوُّرِه مَع تَطَوُّرِ المَشْرُوع و ارْتِباطِه بِمُخْتَلَفِ المُؤَسّسَاتِ المُشَارِكَة في المَشْرُوع.
الجَنَاحَيْنِ، التَخَصُّصِي و العَمَلِي، يَنْطَبقَانِ عَلَى صيغة مُنظَّمَة المَشْرُوع لاعتبارهم جَنَاحَيْنِ مِنَ المَسْؤُولِيَة:
بالإضَافَةِ إلى مَسْؤُولِيَة الإدَارَة العَامَّة لِلمَشَرُوع، فَابْتِدَاءً مِن هذه الصيَاغَة نَضَعُ المُخَطَّط التّنْظِيمِي التّالِي:
لِتَحْقِيقِ هَذِه المَنْظُومَة، يَلْزَمُ تَكْوِينُ فَرِيق عَمَل مُتَكَامِل يَضْمَن قِيادَة أَعْمَالِ إِنْجَازِ المَشْرُوعِ في كُلّ جَوَانِبِه. هَذَا الفَرِيق هَيْكَلُهُ التّنْظِيمِي الأَسَاسي يَتَكَوّنُ مِن:
دَوْرُ هَذا القِسْم يَتَجَلّى في:
يَتَأَسَّسُ قِسْمُ الإنْتَاج مِن وَحَدَات إنْتَاج تتناسب مع المَشَارِيع الفَرْعِيَة المُكَوِّنَة لِلمَشْرُوع، بِحَيْثُ أنَّ كُلَّ وِحْدَة تَكُونُ مَسْؤُولَة عَنْ إدَارَة جُزْء مِن المَشْرُوع ضِمْنَ الأَبْعَادِ الثّلاثَة، التّقْنِي و المَالِي و الزَّمَنِي. و تَتَجَلَّى أَنْشِطَة هَذا القِسْم في:
هَذِه الجِهَة الإدارِيَة تَعْمَلُ بِشَكْلٍ مُبِاشِرٍ مَع أَنْشِطَة إنْجَازِ المَشْرُوع و تَتَكَوَّن مِن وَحَدَاتٍ مُتَنَوِّعَة حَسَبَ التَخَصُّصَات العَمَلِيَة لِلهَذِهِ الأنْشِطَة، و غَالِبَا ما تُقَسَّمُ حَسَبَ الوَحَدات التّالِيَة:
هَدَف مُنَظّمَة إدارَة المَشْرُوع هو إنْجَاز المَشْرُوع بِتَحْقِيقِ أَحْسَن النّتَائِج المُمْكِنَة في الأبْعَاد الثّلَاث. إكْمال الأُنْشِطَة في أَقْصَر مُدّة مُمْكِنَة و بِأَعْلَى جَوْدَة مُمْكِنَة و ذَلِك باسْتِهْلاكِ أَقَل المَوَارِد المُتَاحَة. و لِتَحْقِيقِ هَذا الهَدَف فِي المَشْرُوع كَكُل يَتِم السَعْيُ لِتَحْقِيقِهِ في كُلّ المَشَارِيع الجُزْئِيَة المُكَوِّنَة لِلْمَشْرُوع. يمكن التنظِيمِ الإداري مُتابَعَة جَمِيع مُسْتَوَيَات المَشْرُوع و الزّيَادَة مِن فَاعِلِيَة الإنْتَاج.